المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

519

بين الناس أقوى ذي حقٍّ من الوالدين؛ لأنَّهما المنشأ المادِّي لوجود الشخص. ولا يوجد عقوق لهما أشدّ من القتل؛ لأنّه سلبٌ لأعزِّ الأشياء إليهما، وهي: الحياة والنفس.

2 ـ عن عليٍّ(عليه السلام): «... إنَّ أفضل الموت القتل. والذي نفسي بيده لألف ضربة بالسيف أهون عليَّ من مِيتة على الفراش »(1).

3 ـ عن سعد بن سعد الأشعري، عن أبي الحسن الرضا(عليه السلام) قال: « سألته عن قول أمير المؤمنين(عليه السلام): لألف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش؟ فقال: في سبيل الله»(2).

والسرُّ في مُفاد هذين الحديثين واضح، وهو: أَنَّ الموت الذي لابدَّ منه يوجب فقد الإنسان نفسه مجَّاناً وبلا عوض؛ لأنَّه لم يبذلها، وفي نفس الوقت قد فقدها، ولا بدَّ أن يفقدها، فما أحلى أن يكون ذلك بذلا في سبيل الله؛ كي يكون أقلُّ ثواب عليه الجنَّة؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ ...﴾(3).

4 ـ عن زيد بن عليٍّ، عن أبيه، عن آبائه(عليهم السلام) قال: « قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): للشهيد سبع خصال من الله: أوَّل قطرة من دمه مغفور له كلُّ ذنب. والثانية يقع رأسه في حجر زوجتيه من الحور العين، وتمسحان الغبار عن وجهه، وتقولان: مرحباً بك، ويقول هو مثل ذلك لهما. والثالثة يُكسى من كسوة الجنَّة. والرابعة تبتدره خزنة الجنَّة بكلِّ ريح طيِّبة أيهم يأخذه معه. والخامسة أن يرى منزله. والسادسة يُقال لروحه: اسرح في الجنَّة حيث شئت. والسابعة أن ينظر إلى وجه الله، وإنَّها لراحة


(1) المصدر السابق: ح 12 / 14.

(2) المصدر السابق: ح 23 / 17.

(3) السورة 9، التوبة، الآية: 111.