المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

545

 

 

 

 

المثبّطات

 

ويقع كلامنا الآن في بيان بعض المشاكل التي تعترض الطريق، وتحول دون تهذيب الإنسان شهواته ورغباته، وتعديل ما في نفسه من ميول وإغراءات بالجزاءات الثابتة للأخلاق الحسنة والأخلاق الذميمة. ومن تلك المشاكل والمثبّطات ما يلي:

 

1 ـ انحسار الإسلام بمعناه الواقعي عن وجه الأرض وتقوُّض الكيان الإسلامي:

وهذا ما عمَّ في زماننا شتّى أرجاء العالَم الإسلامي، ما عدا ما استُثني من ذلك في الآونة الأخيرة من إِيران الإسلام الذي رجع فيه كيان الإسلام نابضاً بالحياة والحمد لله، وهذا من فضل ربِّنا، ولكن سائر البلاد الإسلاميّة لا زالت تحت وطأة الاستكبار الكافر. وهذا من أهمِّ الموانع والمثبِّطات عن هداية الفرد والمجتمع، ووصولهما مرتبة الكمال؛ وذلك لعِدَّة أُمور:

أوّلا: قد مضى أنَّ الذي جعل تربية النفس أمراً ممكناً هو الإيمان بالمبدأ والمعاد. والجوُّ الفاسد المحكوم بنُظُم الكفر يؤثِّر أَثراً معاكساً في هذا الإيمان في النفوس، إمَّا بتضعيفه والتشكيك فيه، أو بجعله غير نابض بالحياة، وغير نازل إلى مستوى القلب والوجدان والعواطف؛ لفقدان المنبِّه الذي ينبِّه الإنسان ـ دائماً ـ على الإيمان، وهو: تجسُّد الإسلام في الحياة الاجتماعيَّة أمام الأعين، ولفقدان الدليل الحسِّي على كون الإسلام ديناً واقعيّاً يساير الحياة سيراً ناجحاً.