المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

547

يبتلي بحالة ازدواج الشخصيَّة، ولا تكون شخصيّته إسلاميَّة محضاً ومن ثَمَّ لا يستطيع أن يوفِّق حياته كاملة مع الإسلام، ويستقي من معين الإسلام، كي تكتمل روحه ومعنويّاته، ويحلِّق في سماء الأخلاق والتربية الروحيَّة والكمال.

وبكلمة أُخرى: إنَّ مرافق الحياة مترابط بعضها ببعض، والإسلام إنَّما يظهر أثره في تنمية النفس وتزكيتها لو أُعطي كوصفة واحدة من قبل طبيب الروح، أمَّا لو تمزَّقت هذه الوصفة وتجزّأ العلاج سواءٌ كان على أساس المشكلة الاُولى وهو: انحسار الإسلام عن مسرح الحياة، أو على أساس المشكلة الثانية وهو: جهل الشخص بحقيقة الإسلام، فالنتيجة الطبيعيَّة لذلك عدم اكتمال الروح، وعدم بلوغها ذروة فعليَّة الاستعدادات التي أودعها الله فيها.

 

3 ـ ضيق أُفق النفس:

إنَّ النفس البشريَّة في الغالب متَّصفة قبل العلاج بضيق الأُفق، وهذا الضيق يتجلّى في النفس بالصور التالية:

أوّلا: أنّها تُقدِّم المصالح المادّيّة والمصالح العاجلة على المصالح الروحيّة والمعنويّة، وعلى المصالح الآجلة، وتضيق عن استيعاب أهمّيّة المصالح المعنويّة، وكذلك الآجلة الأُخرويّة.

وثانياً: أنّها تقصر النظر على المصالح الشخصيّة والفرديّة في مقابل مصالح المجتمع، وتضيق عن رؤية المصالح الاجتماعيّة أو الاهتمام بها.

وثالثا: أنّها تضيق عن الجمع بين بعض الفضائل وبعض، فكأنّما يوجد نوع تضادّ بين قسمين من الفضائل، في حين أنّه بالتدقيق ينكشف أنّه لا تضادّ بينهما، وإنّما العيب كان في ضيق اُفق النفس التي لم تستوعبهما.

ونذكر لهذا التضادّ الوهميّ عدّة أمثلة:

الأوّل: ما يتراءى في النفوس الضيّقة من التضادّ أو التنافي بين حالة الزهد