أبو جعفر(عليه السلام): إذا أتت على العبد أربعون سنة قيل له: خذ حذرك فإنّك غير معذور،وليس ابن أربعين سنة أحقّ بالعذر من ابن عشرين سنة، فإنّ الذي يطلبهما واحد، وليس عنهما براقد، فاعمل لما أمامك من الهول، ودع عنك فضول القول»(1).
وليس معنى ما قلناه: من ضرورة تزكية النفس قبل الأربعين عدم ضرورة ذلك في أوّل الشباب، وكفاية الابتداء بذلك في سنّ الثلاثين مثلا، وإنّما المقصود: أنّه ببلوغ الأربعين يكاد أن تفوت الفرص نتيجة تصلّب العادة، وتنزل القوى بالضعف والانهيار والنخور، ولا بدّ من تزكية النفس من أوّل البلوغ لو فاتته التزكية قبل البلوغ. وفي الحديث: «سئل الصادق(عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿... أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ ...﴾(2) فقال(عليه السلام): توبيخ لابن ثمانية عشر سنة»(3).
وتمام الآية ما يلي: ﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِير﴾.
ويعجبني هنا ذكر أبيات وردت بالفارسيّة في توصيف خصائص سني العمر:
(1) المصدر السابق 24/545 ـ 546، أبواب الأربعين.
(2) السورة 35، فاطر، الآية: 37.
(3) وسائل الشيعة 16/101، الباب 97 من جهاد النفس، الحديث 5.
(4) سفينة البحار 6 / 454 ـ 455.