المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

563

الثاني: ضرورة تربيتنا لأطفالنا، ومدى المسؤوليّة الكبيرة الملقاة على عواتقنا بهذا الصدد؛ لأنّ السنين الاُولى من العمر لها الحظّ الوافر من تكوّن العادات، والإنسان غافل فيها غير شاعر بحقائق الاُمور، وغير قادر على تقييم القضايا بالشكل الكامل، فعلى الأولياء أن يراقبوا الصغار، ويربّوهم إلى أن يبلغوا مرتبة الكمال والالتفات. والأخبار في باب تربية الأولاد كثيرة منها:

ما في وصية النبيّ(صلى الله عليه وآله) لعليّ(عليه السلام) قال: «يا عليّ، حقُ الولد على والده أن يحسن اسمه وأدبه، ويضعه موضعاً صالحاً، وحقّ الوالد على ولده أن لا يسمّيه باسمه، ولا يمشي بين يديه، ولا يجلس أمامه، ولا يدخل معه الحمام. يا عليّ، لعن الله والدين حملا ولدهما على عقوقهما. يا عليّ، يلزم الوالدين من عقوق ولدهما ما يلزم الولد لهما من عقوقهما. يا عليّ، رحم الله والدين حملا ولدهما على برّهما. ياعليّ من أحزن والديه فقد عقهما»(1).

وفي رواية أُخرى: «جاء رجل إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله، ما حقُّ ابني هذا؟ قال: تحسن اسمه وأدبه، وضعه موضعاً حسناً»(2).

وفي رواية ثالثة عن إمامنا زين العابدين(عليه السلام): «وأمّا حقّ ولدك فأن تعلم أنّه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشرّه، وأنّك مسؤول عمّا وليته من حسن الأدب، والدلالة على ربّه عزّوجلّ، والمعونة على طاعته. فاعمل في أمره عمل من يعلم أنّه مثاب على الإحسان إليه، معاقب على الإساءة إليه...»(3).

الثالث: ضرورة علاج العادات السيّئة بالدفع قبل الرفع؛ فإنّ من لم يقدر على معالجة العادة قبل تكوّنها، فهو أعجز عن علاجها بعد تكوّنها.


(1) وسائل الشيعة 21 / 389 ـ 390، الباب 22 أحكام الأولاد، الحديث 4.

(2) المصدر السابق: ص 479، الباب 86 من تلك الأبواب، الحديث 1.

(3) وسائل الشيعة 15/175، الباب 3 من جهاد النفس، الحديث 1.