المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

572

 

6 ـ التقليد أو إصابة العدوى:

ومن المشاكل التي تعترض الطريق حالة التقليد، أو التأثّر بمن يتفاعلمعه، فإنّ هذه الحالة موجودة عادة لدى النفس البشريّة، وهي تشبه العادة في أنّها قد تولّد الخير والكمال حينما يتّفق تقليده صدفة لإنسان خيّر فاضل،أو تأثّره به ممّن يكون أعلى مرتبة منه في الكمالات، فتساعده هذه الحالةعلى النموّ. وقد تولّد الشرّ حينما يقلّد إنساناً رذلا خسيساً دنيئاً في روحيّاته ومعنويّاته.

وعلى هذا الأساس يؤكّد ـ عادة ـ على اختيار الجليس الصالح، واجتناب جليس السوء كما ورد عن أبي الحسن(عليه السلام) قال: «قال عيسى(عليه السلام): إنّ صاحب الشرّ يعدي، وقرين السوء يردي، فانظر من تقارن»(1).

وما عن ابن عباس قال: «قيل: يارسول الله(صلى الله عليه وآله)، أيّ الجلساء خير؟ قال: من تذكّركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغّبكم في الآخرة عمله»(2).

وروي عن أمير المؤمنين(عليه السلام) قال: «قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): انظروا من تحادثون، فإنّه ليس من أحد ينزل به الموت إلاّ مثّل له أصحابه إلى الله، فإن كانوا خياراً فخياراً، وإن كانوا شراراً فشراراً. وليس أحد يموت إلاّ تمثّلت له عند موته»(3).

 

7 ـ الانبهار والإحساس بالحقارة أمام أُ بّهة الباطل:

وهذه الحالة غالباً ما تتواجد لدى المسلمين الذين فقدوا المجتمع الإسلامي ذا سيادة إسلاميّة صحيحة، وأصبحوا تحت وطأة الغرب الكافر


(1) وسائل الشيعة 12/23، الباب 11 من العشرة، الحديث 2.

(2) المصدر السابق، الحديث 4.

(3) المصدر السابق، الحديث 1.