المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

602

والاهتمامات الحسنة، وهي مناسبات زمانيَّة أحياناً، ومكانيَّة أُخرى، ومرتبطةبأُمور أُخرى غير الزمان والمكان ثالثة، فالأعياد في الإسلام وشهر رمضان ونحو ذلك من ناحية، والأماكن المقدَّسة من ناحية أُخرى، ومناسبة الاستطاعة أو مناسبات الظفر بنعمة من الله تستوجب الشكر، أو الابتلاء ببلاء يستوجب التوبة والإنابة والدعاء والاقتراب إلى الله، أو ذنب ـ لا سمح الله ـ يستوجب الإنابة والتوبة وغُسل التوبة وما إلى ذلك، كلُّ هذه فرص ومناسبات اتَّخذها الإسلام كوسيلة للتدريب على الخير وتزكية النفس.

2 ـ التدرُّج من السهل إلى الصعب على النفس: من أخلاق فاضلة، وأعمال حسنة، ومن القليل إلى الكثير.

3 ـ الأدعية والأذكار وقراءة القرآن والصلوات ـ وخاصَّة صلاة الليل ـ وما إلى ذلك ممَّا يساعد على الحضور والخلوة.

وتوضيح المقصود: أنَّ العبادات على قسمين:

أحدهما: العبادات التي لا تنسجم ـ عادةًـ مع الدرجة الكاملة للحضور والخلوة مع الله، كالدرس والتدريس حينما يكونان عبادتين، بل وحتّى الكسب والتجارة؛ إذ بإمكان الشخص أن يجعلهما عبادة لله، وذلك عن طريق جعل غاياتهما غايات إلهيَّة، كالإنفاق على العيال الواجب أو المستحب، أو الإنفاق على المحتاجين، أو على المشاريع الإسلاميَّة وما إلى ذلك.

والثاني: العبادات التي تساعد على مستوى أكبر من الحضور والخلوة مع الله، كالصلاة والمناجاة والدعاء والتوبة، والبكاء من خشية الله، أو من الخشوع قبال عظمة الله وما إلى ذلك.

وحصر العبادة في القسم الثاني والانسحاب من الأُمور الحياتيَّة والاجتماعيَّة، ليس من تعاليم الشريعة الإسلاميَّة، فإنَّ شريعة الإسلام لا توافق على حالة الترهبن وما إلى ذلك.