المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

614

والرواية مفصَّلة(1) وطريفة، وقد مضى ذكرها في أواخر بحث التواضع، أي: في أواخر الفصل التاسع والعشرين من الحلقة الثالثة من هذا الكتاب فراجع.

 

14 ـ وسائل المغفرة:

إنَّ وسائل المغفرة لهي من أعظم المحفِّزات نحو الخير وكسب السعادة؛ وذلك لأمرين: أحدهما عامٌّ، والآخر خاصٌّ بأرباب القلوب وأصحاب الحال:

أمَّا الأمر العامُّ فهو: أنَّ المنهمك في المعاصي وبالذات في الكبائر لو أصابه اليأس من رحمة الربِّ انسدَّ عليه باب النجاة، وتمادى في الغيِّ أكثر من ذي قبل. وعلاج ذلك عبارة عن إلفات نظره إلى وسائل المغفرة.

وأمَّا الأمر الخاصُّ الذي يستفيد منه الخواصّ فهو: أنَّهم حينما يلتفتون إلى سعة رحمة الربِّ وغفرانه، فبدلاً عن إغراء ذلك إيَّاهم للتورُّط في المعاصي والانهماك في الذنوب يحملهم وجدانهم وضميرهم ـ على أثر ذلك ـ على الابتعاد أكثر فأكثر من المعاصي، وعلى الانقياد أكثر فأكثر بالأوامر، أفليس ينبغي التناسب الطردي بين رأفة المولى وحنانه، وبين طاعته وترك العصيان؟! أو هل من الانصاف أن نعصي ربَّاً فتح علينا باب التوبة إلى حين معاينة الموت! أو هل يسمح الوجدان أن لا نتوب ولا نؤوب إلى مولىً يفرح بتوبتنا أشدَّ من فرح رجل أضلَّ راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها، كما ورد في الحديث(2)؟!

وقد ينقل عن رجل اسمه حاجب، أو تخلّصه(3) في قصائده يكون بحاجب:


(1) وهي موجودة في البحار 1 / 224 ـ 226.

(2) بحار الأنوار 6 / 40.

(3) التخلّص: عادة مخصوصة بشعراء العجم، وهي: أنَّه يختارون لأنفسهم اسماً مستعاراً ينهون قصائدهم ببيت يشتمل على ذاك الاسم.