المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

618

للقلب من خطيئة إنَّ القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتّى تغلب عليه، فيصير أعلاه أسفله »(1).

وعن ابن فضَّال، عن الصادق(عليه السلام) قال: « إنَّ الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل، وإنَّ العمل السيّء، أسرع في صاحبه من السكّين في اللحم »(2).

وهناك عنوان آخر في القرآن للمغفرة، وهو عنوان الاستغفار. وقد يفترض أنَّه لا يلازم التوبة.

قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً﴾(3).

وقال عزَّ من قائل: ﴿... وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً﴾(4).

وقال عزَّوجلَّ: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾(5).

فقد يُتوهَّم أنَّ المقصود بالاستغفار مجرَّد طلب المغفرة من دون ندم وتوبة. وما أسهل طلب المغفرة، فالإنسان يتعمَّد الذنب ثُمَّ يطلب المغفرة من الله؛ كي لا يعذّبه. وهذا هو عين التغرير بالذنب، وفتح الباب للانهماك في المعاصي.

ولكن الواقع: أنَّ المقصود بالاستغفار هو: طلب المغفرة مع الندم، وذلك يرجع


(1) وسائل الشيعة 15 / 301، الباب 40 من جهاد النفس، الحديث 8 .

(2) المصدر السابق: ص 302، الحديث 14.

(3) السورة 4، النساء، الآية: 110.

(4) السورة 4، النساء، الآية: 64.

(5) السورة 3، آل عمران، الآيتان: 135 ـ 136.