المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

619

إلى التوبة التي عرفت فيها الجواب عن الشبهة، وأنَّها إذا لوحظت بشكلها الصحيح لا تؤدِّي إلى الجرأة، بل تؤدِّي إلى التطهير، وانفتاح باب الرجوع إلى الله تعالى، وتزكية النفس.

أمّا الشاهد على كون المقصود بالاستغفار هو طلب المغفرة مع الندم، فعدَّة أُمور:

الأوَّل: أنَّ هذا هو المعنى العرفي لطلب المغفرة، فلو أنَّ ابناً أساء إلى أبيه، ثُمّ جاء إلى أبيه يعتذر منه، ويقبِّل يده ويطلب منه العفو والإغماض عنه، كان المعنى العرفي لذلك الندم.

والثاني: التقييد الوارد في الآية الثالثة للاستغفار بقوله: ﴿وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾.

والثالث: الروايات الدالَّة على أنَّ المقصود بالاستغفار هو: الاستغفار المقترن بالندم والتوبة، وذلك من قبيل:

1 ـ ما ورد عن جابر، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: «سمعته يقول: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزئ »(1)، فلو كان طلب المغفرة وحده كافياً لمحو الذنب، لما كان المستغفر المقيم على الذنب كالمستهزئ.

2 ـ ما رواه الحسن بن محمَّد الديلمي في الإرشاد قال: « كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)يستغفر الله في كلِّ يوم سبعين مرَّة يقول: أستغفر الله ربِّي وأَتوب إليه، وكذلك أهل بيته(عليهم السلام) وصالح أصحابه، يقول الله تعالى: ﴿وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ...﴾(2)قال: وقال رجل: يا رسول الله: إنِّي اُذنب فما أقول إذا تبت؟


(1) وسائل الشيعة 16 / 74، الباب 86 من جهاد النفس، الحديث 8 .

(2) السورة 11، هود، الآية: 90.