المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

621

فترى الرواية عبَّرت أوَّلاً بالاستغفار، ثُمَّ ترجمت ذلك بقوله: أستغفر الله... وأتوب إليه.

4 ـ نرى أنَّ مضموناً واحداً يُجعل في حديث دائراً نفياً وإثباتاً مدار الاستغفار وعدمه، وفي حديث آخر دائراً نفياً وإثباتاً مدار التوبة، وعدمها، ممَّا يوحي إلى استعمال الكلمتين بمعنى واحد:

ففي حديث عبدالصمد بن بشير، عن أبي عبدالله(عليه السلام):«العبد المؤمن إذا أذنب ذنباً أجَّله الله سبع ساعات، فإن استغفر الله لم يكتب عليه شيء، وإن مضت الساعات ولم يستغفر كتب عليه سيِّئة»(1).

وفي حديث حفص، عن أبي عبدالله (عليه السلام): «ما مؤمن يذنب ذنباً إلاّ أجَّله الله سبع ساعات من النهار، فإن هو تاب لم يكتب عليه شيء، وإن هو لم يفعل كتب عليه سيِّئة...»(2).

بل وقد يقصد بالدعاء والاستغاثة بطلب النجاة من تبعات الذنب الدنيوية ـ أيضاً ـ ما يلازم التوبة، وأظنُّه المقصود بالحديث الوارد بشأن قارون وأصحابه: «وعزَّتي وجلالي لو إيَّاي دعوني مرَّة واحدة لوجدوني قريباً مجيباً...».

وبما أنَّ هذا الحديث طريف ويبعث بالرجاء والأمل يناسب أن أذكره هنا وهو كالتالي:

لمَّا اتَّهم قارونُ موسى(عليه السلام): بالفحشاء، وكذَّبته الامرأة التي كانت قد اتَّفقت مسبقاً مع قارون في قذفه بالزنا بها لقاء مال من قارون، خرَّ موسى ساجداً يبكي ويقول: «... يا ربِّ إنَّ عدوَّك قد آذاني، وأراد فضيحتي وشيني، اللَّهمَّ فإن كنت رسولك فاغضب لي وسلِّطني عليه، فأوحى الله ـ سبحانه ـ أن ارفع رأسك، ومرِ


(1) وسائل الشيعة 16 / 66، الباب 85 من جهاد النفس، الحديث 5.

(2) المصدر السابق: الحديث 6.