المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

631

ويدخلون الجنَّة، فيسمَّون: الجهنَّميِّين، فينادون بأجمعهم: اللَّهمَّ أذهب عنَّا هذا الاسم، قال: فيذهب عنهم، ثُمَّ قال: يا أبا بصير، إنَّ أعداء عليٍّ هم الخالدون، لا تدركهم الشفاعة»(1).

6 ـ ما عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: قال الرضا(عليه السلام): «مَنْ زارني على بُعد داري ومزاري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتّى أُخلِّصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً، وعند الصراط، وعند الميزان»(2).

ثُمّ إنَّ الشفاعة تقسَّم من قبل بعض إلى قسمين:

الأوَّل: ما قد يُسمَّى بشفاعة القيادة، أو شفاعة العمل.

وليس هذا في الحقيقة عفواً إضافيَّاً على ما يقتضيه نفس عمل الإنسان من العفو، وأملاً جديداً للعبد العاصي زائداً على أعماله وتوبته وحسناته، وإنَّما يُسمَّى القرآن مثلاً أو المعصوم(عليه السلام) شفيعاً باعتبار أنَّ العمل بالقرآن أو بإرشادات المعصوم هو الذي شفع للإنسان، وأعان الإنسان على عفو الله تعالى عن سيّئاته، أو على رفع درجاته فكان القرآن أو المعصوم هو الخيط بينه وبين الله . والظاهر أنَّ هذه الشفاعة هي المقصودة بما ورد عن النبيِّ(صلى الله عليه وآله) من قوله: « لا شفيع أنجح من التوبة...» (3) كما فسَّر بعض بهذا التفسير(4) الشفاعة الواردة بشأن القرآن، وذلك من قبيل: ما عن النبيِّ(صلى الله عليه وآله): « إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل فعليكم بالقرآن؛ فإنّه شافع مشفَّع، وماحل مصدَّق. ومن جعله أمامه قاده إلى الجنَّة، ومن جعله


(1) بحار الأنوار 8 / 361.

(2) وسائل الشيعة: 14 / 551، الباب 82 من المزار، الحديث 2.

(3) بحار الأنوار 8 / 58.

(4) راجع منشور جاويد للشيخ جعفر السبحاني 8 / 65، وعدل الهى للشيخ المطهري: ص 244.