المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

643

وقوله تعالى: ﴿يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِم ...﴾(1).

والجواب عنه: أنَّه يكفي في صدق عنوان عدم امتلاك نفس شيئاً أو عدم كون أحد عاصماً من الله، أنَّ العفو إنَّما هو بيد الله لا بيد الشفيع، وإنَّما شأن الشفيع أن يطلب من الله عفوه، أمَّا قبوله أو عدم قبوله فهما منوطان بأمر الله تعالى، وذلك منوط بمدى أرضيَّة قبول الشفاعة في العبد، وهو منوط بعمله الذي يحفظ تلك الأرضيَّة أو يفنيها.

والثالث: الآيات النافية للشفاعة من قبل غير الله، وذلك من قبيل قوله تعالى:

1 ـ ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْس شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾(2).

2 ـ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّنْ قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾(3).

3 ـ ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْس شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾(4).

4 ـ ﴿قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً ...﴾(5).

5 ـ ﴿مَا لَكُم مِّنْ دُونِهِ مِن وَلِيّ وَلاَ شَفِيع ...﴾(6).

وذكر السيّد الطباطبائي(رحمه الله) في تفسيره: أنَّ الآيات المثبتة للشفاعة لغير الله بإذن الله، والآيات النافية للشفاعة عن غير الله، لا تنافي بينهما؛ فإنَّ الآيات النافية


(1) السورة 40، غافر، الآية: 33.

(2) السورة 2، البقرة، الآية: 48.

(3) السورة 2، البقرة، الآية: 254.

(4) السورة 2، البقرة، الآية: 123.

(5) السورة 39، الزمر، الآية: 44.

(6) السورة 32، السجدة، الآية: 4.