المولفات

المؤلفات > تزكية النفس

645

وعلى أيِّ حال، فيمكن تعميق ما ذكره(رحمه الله) من الجمع بأن يقال: صحَّ نفي الشفاعة عمَّن يملكها لا بالاستقلال بنكتة أنَّ الشفاعة تكون بمعنى النصرة والعون، وتكون مأخوذة من الشفع بمعنى الضمِّ، وحينما تكون النصرة والعون بالاعتماد على الله ونصرته وعونه، وينتفيان من دون نصرته تعالى وعونه، يصحُّ نفيهما عن غير الله في مقابل الله سبحانه وتعالى، كما أنَّ العلم بالغيب بإظهار من له الغيب إيَّاه، يصحُّ نفي كونه علماً بالغيب.

هذا تمام كلامنا في الشفاعة. وقد أَنهيتُ كتابي هذا بالحديث عن الشفاعة آملاً أن تنالني شفاعتهم عليهم أفضل الصلاة والسلام يوم لا يشفعون إلاَّ لمن ارتضى.

وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين.

ذو الحجّة الحرام سنة 1418