بيانات

بيان (22) بيان سماحة آية الله العظمى السيد كاظم الحسيني الحائري «دام ظله الوارف» حول تأسيس مجلس الحكم من قبل الأمريكان


بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْد لله رَبّ العالمين وصلّى الله على مُحمّد وآله الطيّبين الطاهرين.

قال الله عزّ وجلّ:

1 ـ ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ﴾ سورة 6 الأنعام، الآية 57:

2 ـ ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ سورة 12 يوسف، الآية: 40

3 ـ ﴿الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ سورة 12 يوسف، الآية: 67

«صدق الله العليّ العظيم»

يا أولادي النجبآء الأعزّاء في العراق الأبيّ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

لقد عمل صدّام نحواً من ثلاثين سنة لإماتة الدين في العراق بالقتل والتشريد والسجن والتنكيل والتعذيب وقطع الألسن والآذان وغير ذلك ممّا لم يخطر في العالم أجمع ببال الطغاة والجبابرة.

ولكن التجربة أثبتت أنّ هذا لم يزد في نفوس أهل العراق إلّا إيماناً وتسليماً لله تعالى.

وقد اتّضح ذلك على شكل تحرّك لكلّ أهل العراق المؤمنين قاطبة عدّة مرّات وآخرها في هذه الأيّام حينما أرادت قوّات التحالف الاعتدآء على الحوزة العلميّة وطلبة العلوم الإسلاميّة في النجف الأشرف لأنّها عرفت أنّ تلك هي القيادة الشرعيّة التي تعارض تصرّفاتهم، فانبرى المؤمنون من جميع أنحآء العراق كافّة لإدانة تلك التصرّفات لإمريكا من ناحية وللدفاع عن الحوزة العلميّة في النجف الأشرف من ناحية اُخرى.

ونحن إذ نثمّن جهودكم وجهادكم ضدّ الكفر والطغيان.

نؤكّد: أوّلاً ـ أنّ مجلس الحكم الحالي لا يمكن أن يعبّر عن إرادة الشعب وعن تطلّعاته مادام أنّ الأمريكان فرضوا على المجلس حقّ الفيتو.

وثانياً ـ أنّنا ندين تعرّض الأمريكان لولدنا مقتدى الصدر وللحوزة العلميّة المباركة في النجف الأشرف، ونحن نعلم أنّ ذلك لن يُثنيها عن قيادة الاُمّة العراقية نحو شاطئ السلام والقيام بالوظيفة الإسلاميّة الواجبة عليها.

وثالثاً ـ أنّ الكلمة الأخيرة تكون دائماً وأبداً للمرجعيّة الرشيدة الصالحة شآء العدوّ أم أبى وهي لا ترضى إلّا بحكم الإسلام.

ورابعاً ـ أنّنا نشكر الجماهير المسلمة التي توافدت ولا زالت تتوافد من كلّ أطراف العراق إلى ممثّلينا في النجف الأشرف دعماً للقيادة الشرعيّة من ناحية ورفضاً لمجلس الحكم من ناحية اُخرى وردعاً للأمريكان وقوّات التحالف عن اللعب بمقدّرات العراق من ناحية ثالثة.

ولا زلت أعتبرُ نفسي خادماً صغيراً لكلّ من يخدم الاسلام.

﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

20 / جمادى الاُولى / 1424 ھ

كاظم الحسيني الحائري