بيانات

بيان (46) بيان بمناسبة الحوادث المؤلمة التي وقعت لزوّار مرقد الإمام الكاظم (عليه السلام)


بسم الله الرحمن الرحيم

قال عزّ من قائل : ﴿وَمَا نَقَمُوامِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالاَْرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْء شَهِيدٌ ﴾.

صدق الله العليّ العظيم

السلام على أبنائنا الكرام و رحمة الله و بركاته.

نرفع عزاءنا باستشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) إلى ملاذنا و إمام زماننا المهدي المنتظر (عجل اللّه فرجه) الذي قرحت عيناه لما يجري على شيعته من مصائب.

مرّة اُخرى كشّر العدوّ الغادر عن أنيابه ، و نهش أتباع أهل البيت (عليهم السلام) فأراق دماءهم حتى صبغ ماء دجلة و شوارع الكاظميّة، لا لذنب ارتكبوه إلّا لأنّهم أصرّوا على إبراز حبّهم لعترة نبيّهم (صلى الله عليه وآله) امتثالاً لأمر ربّهم ، حيث يقول : ﴿قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ ، فكان ما كان جزاءً لهم من أعداء رسول اللّه .

إنّ الأعمال الإرهابيّة الجبانة هذه تهدف إلى إخافة شيعة أهل البيت (عليهم السلام) حتى يستسلموا ، و يتركوا المطالبة بحقوقهم ، و يتراجعوا عن رفضهم للنواصب و البعثيين و قوّات الاحتلال ، إلّا أنّ الدماء الزكيّة التي سالت اليوم لم تثن المؤمنين ، و لم تفتّ من عزيمتهم ، بل زادت في وعيهم و بصيرتهم ، فبان لهم مدى الحقد الأسود الذي ملأ قلوب الأعداء ، فأعمى بصائرهم ، حتى أخذوا يريقون الدم الحرام في الشهر الحرام غير آبهين بحرمة رسول اللّه و لا عترته فضلاً عن شيعتهم ، فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون.

يا أتباع الحقّ ، أيّها الغيارى، لتكن هذه المأساة دافعاً حقيقيّاً لكم لنبذ الخلافات البسيطة فيما بينكم ، و جعل ردّ فعلكم على هذه الجرائم مزيداً من التلاحم و التراصّ ، و زيادةً في المودّة و الإخاء ، و اعلموا أنّ العدوّ يمكر للإيقاع بكم ، فلا تمكّنوه من أنفسكم ، و اتقوا اللّه فيما بينكم ، و كونوا يداً واحدةً ، و كلمةً واحدةً ، و تأكّدوا بأنّ العدوّ لا يخيفه شيء أقوى من وحدتكم ، و ثقوا بوعد ربّنا ، حيث يقول : ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّان كَفُور أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴾.

يا أعضاء الحكومة العراقيّة (العلمانيّين منهم) إن لم يكن لكم دين ، و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم إن كنتم منتخبين من قبل الاُمة كما تزعمون.

و كلّ من انتخبته الاُمة لم تنتخبه لكي يتفرّج على ما يرتكب بحقّها ، و يدين و يستنكر ، و يعلن الحداد على شهدائها ، و إنّما انتخبته ليتحمّل المسؤوليّة كاملةً ، للدفاع عنها ، و للذود عن حياضها ، و ليوفّر الحماية و الأمن لها ، و ليرجع إليها حقوقها المسلوبة.

إلى اللّه المشتكى ، و عليه المعوّل في الشدّة و الرخاء.

نقدّم تعازينا إلى عوائل الشهداء داعين لهم بالصبر و الأجر ، و للجرحى بالصبر و الشفاء العاجل ، و لا حول و لا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم.

والسلام عليكم من أب جريح القلب ، قريح العين ، دامي الفؤاد ورحمة الله وبركاته.

26 / رجب / 1426 هـ. ق

كـاظم الحسـيني الحـائري