بيانات

البيان (87) بيان سماحة آية الله العظمى السيّد كاظم الحسينيّ الحائريّ (دام ظلّه الوارف) بشأن المجزرة المفجعة في المؤمنين من أهالي كفريا والفوعة


بسم الله الرحمن الرحيم

قال عزّ من قائل: ﴿كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُون﴾ (التوبة: 8). صدق الله العليّ العظيم.

السلام عليك يا رسول الله(صلى الله عليه وآله) منّي في قرب ذكرى مبعثك الشريف، والسلام عليك يا نبيّ الله(صلى الله عليه وآله) عن مواليك وأحبّائك ممّن عرجت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها من أهالي كفريا والفوعة مظلومين مهضومين مقتّلين بأيدي أخبث خلق الله من الإرهابيّين، فقد كفر هؤلاء بالسُنن حتّى ما كان منها محترماً في الجاهليّة بقتلهم الأبرياء وإراقتهم الدم الحرام في الشهر الحرام في بلاد المسلمين، بل آلوا على أنفسهم أن لا يرقبوا في مؤمن ولا طفل ولا رضيع إلّا ولا ذمّة في العراق وسوريا واليمن وغيرها من بلاد المسلمين..

فأنت يا رسول الله المعزّى وصاحب هذه المصيبة الكبرى بانتهاك حرمات الله، وبالتعدّي على الدم الحرام في الشهر الحرام.. فإنّ حزني يا رسول الله لسرمد، وليلي لمسهّد، لا لهذه الأشلاء المقطّعة والحرمات المنتهكة فحسب، بل أيضاً لما صدر عمّن يدّعي كذباً خدمة مسجدك وحرمك من تأييد هذه الممارسات في اتّصاله مع الرئيس الأمريكي الطائش (ترامب)، وما جرى من التحالف مع أعدائك من اليهود الصهاينة ضدّ المؤمنين والمسلمين ممّن يرى نفسه نفاقاً خادماً للحرمين الشريفين.. بل ممّن يرى كلّ ذلك ثمّ يتهاون ولا تحرّكه أقلاًّ عواطفه الإنسانيّة نحو استنكار التعدّي على الحرمات، وإدانة ذبح الأبرياء في كفريا والفوعة وصنعاء.

بل يا رسول الله وحبيبه.. أشكو إليك اُناساً يدعون إلى التعايش مع قادة بعض هؤلاء القتلة، ويمدّون إليهم يداً ذليلة للتصالح وغضّ الطرف عن كلّ ما صدر عنهم من انتهاكات، وما يبيّتونه من نوايا شرّ لاُمّتك ومواليك، بل يقنّنون مشروعاً باسم التسوية السياسيّة في وقت بات هؤلاء فيه وجودات مهملة في بلدنا لا يتقبّلهم الشعب في حال من الأحوال حتّى أبناء طائفتهم. هذا في وقت أضحى نصر المؤمنين فيه قاب قوسين أو أدنى.

فيا رسول الله.. إنّ همّي لا يبرح عن قلبي، أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم..

ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.

 

19 / رجب / 1438 هـ   كاظم الحسينيّ الحائريّ