380

أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّه﴾(1). قال: لكنّا أهل البيت لا نقول ذلك، قال: قلت: فأيّ شيء تقولون فيها؟ قال: نقول:﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾(2)، الشفاعة والله الشفاعة والله الشفاعة»(3).

وقد اختلفت الروايات في تشخيص أرجى آية في القرآن، فالرواية التي تلوناها آنفاً تشير إلى أنّ أرجى آية هي الآية التي أعطت لرسول الله(صلى الله عليه وآله) ما يُرضيه، وهو لا يرضى إلّا بأكبر مقدار ممكن من الشفاعة.

وهناك رواية اُخرى رواها صاحب مجمع البيان عن أمير المؤمنين(عليه السلام) في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء﴾(4): «ما في القرآن آية أرجى عندي من هذه الآية»(5).

وهناك رواية ثالثة عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أحدهما(عليهما السلام) يقول: إنّ عليّاً(عليه السلام) أقبل على الناس، فقال: أيّة آية في كتاب الله أرجى عندكم؟ فقال بعضهم: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء﴾(6). قال(عليه السلام): حسنة وليست إيّاها: وقال بعضهم: ﴿وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً﴾(7). قال(عليه السلام): حسنة وليست إيّاها. فقال بعضهم: ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم﴾(8). قال(عليه السلام): حسنة وليست إيّاها. وقال بعضهم: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ


(1) س 39 الزمر، الآية: 53.

(2) س 93 الضحى، الآية: 5.

(3) تفسير الميزان 1: 176.

(4) س 4 النساء، الآية: 48.

(5) مجمع البيان، في ذيل تفسير الآية.

(6) س 4 النساء، الآية: 116.

(7) س 4 النساء، الآية: 110.

(8) س 39 الزمر، الآية: 53.

381

الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين﴾(1) قال(عليه السلام): حسنة وليست إيّاها. قال: ثمّ أحجم الناس فقال(عليه السلام): ما لكم يا معشر المسلمين؟ قالوا: لا والله ما عندنا شيء. قال(عليه السلام): سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقول: أرجى آية في كتاب الله:﴿وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ الليْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين﴾(2). وقال(صلى الله عليه وآله): يا علي، والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً، إنّ أحدكم ليقوم إلى وضوئه فتساقط عن جوارحه الذنوب، فإذا استقبل الله بوجهه وقلبه لم ينفتل عن صلاته وعليه من ذنوبه شيء كما ولدته اُمّه، فإن أصاب شيئاً بين الصلاتين كان له مثل ذلك حتّى عدّ الصلوات الخمس. ثُمّ قال(صلى الله عليه وآله): يا عليّ، إنمّا منزلة الصلوات الخمس لاُمّتي كنهر جار على باب أحدكم، فما ظنّ أحدكم لو كان في جسده درن ثُمّ اغتسل في ذلك النهر خمس مرّات في اليوم، أكان يبقى في جسده درن؟ فكذلك والله الصلوات الخمس لاُمّتي(3).

ويمكن الجمع بين هذه الروايات الثلاث بافتراض الفرق بينها في النقاط المنظور إليها، فسعة الرجاء تارة ينظر إليها من زاوية سعة دائرة غسل الدرن الذي التصق بالنفس وإزالة الرين الذي التصق بالقلب نتيجة للذنب، فأوسع شيء بهذا الصدد هو أنّ الحسنات يذهبن السيّئات، فعلى المذنبين الذين يحبّون إصلاح أنفسهم أن يلتزموا بفعل الحسنات بعد السيّئات.

واُخرى ينظر إليها من زاوية سعة عدد الأفراد الذين يُرجى لهم النجاة من


(1) س 3 آل عمران الآية: 135 ـ 136.

(2) س 11 هود، الآية: 114.

(3) اُنظر البحار 82: 220، الباب 1 من كتاب الصلاة، الحديث 41.

382

الهلاك في يوم القيامة، فأرجى آية هي الآية التي لم تستثن أحداً من المذنبين غير التائبين من أمل المغفرة إلّا المشرك ومن بحكمه، فمن عداهم من العاصين قد فتح الله بشأنه أمل النجاة بإبداء احتمال تعلّق مشيئة الله بالعفو عنه؛ إذ لم يحتّم عدم العفو عن غير التائب إلّا عن المشركين.

وهذه الآية أعني قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء﴾ تجعل المؤمن بين الخوف والرجاء مهما كثرت ذنوبه وموبقاته مادام هو مؤمناً وليس مشركاً.

وروي في مجمع البيان في ضمن تفسير الآية عن مطرف بن شخير: أنّ عمر ابن الخطّاب قال: «كنّا على عهد رسول الله(صلى الله عليه وسلم) إذا مات الرجل منّا على كبيرة شهدنا بأنّه من أهل النار، حتّى نزلت الآية فأمسكنا عن الشهادات».

وثالثة ينظر إليها من زاوية النجاة من دون استحقاق، وعندئذ فأرجى آية هي آية الشفاعة بلا إشكال، فإنّ النجاة لو كانت باستحقاق نفس العاصي لم يكن في نجاته بحاجة إلى الشفاعة، والوحيد الذي يستفيد العاصي منه باستحقاق غيره هي الشفاعة التي أشرنا إلى أنّ قبولها في الحقيقة مكافأة للشفيع على حسانته.

هذا وهنا بمناسبة آية ﴿يَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء﴾ أروي هذه الرواية: حينما قدم وحشي قاتل حمزة عمّ الرسول(صلى الله عليه وآله) إلى مكة أرسل هو وأصحابه كتاباً إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنّا قد ندمنا على الذي صنعناه، وليس يمنعنا عن الإسلام إلّا أ نّا سمعناك تقول وأنت بمكّة: ﴿وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ

383

الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً﴾(1)، وقد دعونا مع الله الهاً آخر وقتلنا النفس التي حرّم الله وزنينا فلولا هذه لاتبعناك. فنزلت الآية: ﴿إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَات وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً * وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً﴾(2)، فبعث بهما الرسول(صلى الله عليه وآله)إلى وحشي وأصحابه فلمّا قرأوهما كتبوا إليه: إنّ هذا شرط شديد نخاف أن لا نفعل عملاً صالحاً فلا نكون من أهل هذه الآية فنزلت: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء﴾(3)، فبعث بها إليهم فقرأوها فبعثوا إليه: إنّا نخاف أن لا نكون من أهل مشيئته. فنزلت: ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً﴾(4)، فبعث بها إليهم، فلمّا قرأوها دخل هو وأصحابه في الإسلام(5).

 

الأعراف

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ *وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ * وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ


(1) س 25 الفرقان، الآية: 68 ـ 69.

(2) س 25 الفرقان، الآية: 70 ـ 71.

(3) س 4 النساء، الآية: 48.

(4) س 39 الزمر، الآية: 53.

(5) مجمع البيان في تفسير الآية (48) من سورة النساء.

384

* أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَة ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُون﴾(1).

يبدو من هذه الآيات المباركة أنّه بعد ما يسكن أهل الجنّة الجنّة وأهل النار النار ويكون بينهما حجاب، يمنع هذا الحجاب عن رؤية أحدهما الآخر، ولكنّه لا يمنع سماع الأصوات، فينادي أهل الجنّة أهل النار: هل وجدتم وعد الربّ بالعذاب حقّاً كما وجدنا وعده بالرحمة حقّاً؟ ويسمعون الجواب من أهل النار بالإيجاب.

وتبقى فئة من الناس خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيّئاً، فلاهم يعتبرون من أهل النار ولا هم من أهل الجنة، فجُعلوا على مرتفع من المكان يرون أهل الجنة وأهل النار، فإذا صرفت أبصارهم تجاه أهل الجنة سلّموا على أهل الجنّة وهم يطمعون الدخول فيها، وإذا صرفت أبصارهم تجاه أهل النار قالوا: ﴿رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين﴾، وهؤلاء المستضعفون لا يُترَكون من قبل أولياء الله الذين هم مشرفون على الأعراف وسُمّوا برجال الأعراف. وقد ورد في بعض الأحاديث أنّ هؤلاء هم الأئمّة(عليهم السلام)، ففي تفسير القمّي عن الصادق(عليه السلام): «الأعراف: كثبان بين الجنّة والنار، والرجال: الأئمة صلوات الله عليهم»(2)، وفي حديث آخر عن هشام عن الباقر(عليه السلام) «قال: سألته عن قول الله عزّ وجلّ: ﴿وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ﴾ ما يعني بقوله: ﴿وَعَلَى الأَعْرَاف﴾؟ قال: ألستم تعرفون عليكم عرفاء على قبائلكم لتعرفون(3) من فيها من صالح أو طالح؟ قلت: بلى. قال: فنحن اُولئك الرجال الذين يعرفون كلاًّ بسيماهم»(4)، وهناك تفاسير اُخرى


(1) س 7 الأعراف، الآية: 44 ـ 49.

(2) تفسير القمّي 1: 231.

(3) الظاهر أنّ الصحيح: لتعرفوا.

(4) كنز الدقائق 5: 93.

385

ولا تنافي في ما بينها.

وحاصل ما يستفاد من ظاهر هذه الآيات المباركة ـ والله أعلم بالاُمور ـ أنّ عدداً من أولياء الله يشرفون على الأعراف ويحاولون نجاة هؤلاء المستضعفين، ويخاطبون أهل النار بأنّكم كنتم تقولون عن هؤلاء: أن ﴿لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَة﴾، ثُمّ يشفعون لهم رغم أنف المستكبرين الذين كانوا ينفون رحمة الربّ عنهم، ويقولون لهم: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُون﴾.

وفي تفسير آخر روي عن الصادق(عليه السلام): «الأعراف: كثبان بين الجنّة والنار يوقف عليها كلّ نبيّ وكلّ خليفة نبيّ مع المذنبين من أهل زمانه، كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده، وقد سبق المحسنون إلى الجنّة، فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين معه: انظروا إلى إخوانكم المحسنين قد سبقوا إلى الجنّة. فيسلّم عليهم المذنبون وذلك قوله: ﴿سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُون﴾ أن يدخلهم الله إيّاها بشفاعة النبي(صلى الله عليه وآله) والإمام، وينظر هؤلاء إلى أهل النار فيقولون: ﴿رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين﴾.

وينادي أصحاب الأعراف ـ وهم الأنبياء والخلفاء ـ رجالاً من أهل النار ورؤساء الكفّار يقولون لهم مقرِّعين: ﴿مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ﴾واستكباركم ﴿أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَة﴾ ؟ إشارة إلى أهل الجنّة الذين كان الرؤساء يستضعفونهم ويحتقرونهم بفقرهم ويستطيلون عليهم بدنياهم ويقسمون أنّ الله لا يدخلهم الجنّة. ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ﴾. يقول أصحاب الأعراف لهؤلاء المستضعفين عن أمر من الله عزّ وجلّ لهم بذلك: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُون﴾، أي لا خائفين ولا محزونين»(1).

 


(1) كنز الدقائق 5: 97 ـ 98.

386

 

ختامه مسك

 

بودّي أن أختم كتابي هذا بالبشارة المرويّة عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) لشيعة عليّ(عليه السلام): بأنّهم جميعاً في الجنّة، وهذا هو نصّ الرواية الواردة في تفسير الإمام العسكري(عليه السلام):

«قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): اتّقوا الله معاشر الشيعة، فإنّ الجنّة لن تفوتكم وإن أبطأت بها عنكم قبائح أعمالكم، فتنافسوا في درجاتها. قيل: فهل يدخل جهنّم أحد من محبّيك ومحبّي عليّ(عليه السلام)؟ قال: من قذّر نفسه بمخالفة محمّد وعليّ، وواقع المحرّمات، وظلم المؤمنين والمؤمنات وخالف ما رسم له من الشريعات جاء يوم القيامة قذراً طفساً، يقول محمّد وعليّ (صلّى الله عليهما وآلهما): يا فلان، أنت قذر طفس لا تصلح لمرافقة الأخيار، ولا لمعانقة الحور الحسان ولا الملائكة المقرّبين، لا تصل إلى هناك إلّا بأن يطهر عنك ما هاهنا ـ يعني ما عليك من الذنوب ـ ، فيدخل إلى الطبق الأعلى من جهنّم، فيعذّب ببعض ذنوبه، ومنهم من يصيبه الشدائد في المحشر ببعض ذنوبه، ثُمّ يلتقطه من هنا من يبعثهم إليه مواليه من خيار شيعتهم كما يلقط الطير الحبّ، ومنهم من يكون ذنوبه أقلّ وأخفّ فيطهر منها بالشدائد والنوائب: من السلاطين وغيرهم، ومن الآفات في الأبدان في الدنيا ليدلى في قبره وهو طاهر، ومنهم من يقرب موته وقد بقيت عليه سيّئة، فيشتدّ نزعه فيكفّر به عنه، فإن بقي شيء وقويت عليه ويكون عليه بطر أو اضطراب في يوم موته فيقلّ من بحضرته، فيلحقه به الذلّ فيكفّر عنه، فإن

387

بقي عليه شيء اُتي به ولمّا يلحد فيتفرّقون عنه فتطهر، فإن كانت ذنوبه أعظم وأكثر طهر منها بشدائد عرصات يوم القيامة، فإن كانت أكثر وأعظم طهر منها في الطبق الأعلى من جهنّم، وهؤلاء أشدّ محبّينا عذاباً وأعظمهم ذنوباً، إنّ هؤلاء لا يسمّون بشيعتنا ولكن يسمّون بمحبّينا والموالين لأوليائنا والمعادين لأعدائنا، إنّما شيعتنا من شيّعنا واتّبع آثارنا واقتدى بأعمالنا»(1).

اللهمّ اجعلنا من شيعتهم، وأمتنا على ولايتهم، ولا تسلبنا محبّتهم،

وارزقنا شفاعتهم، إنّك أنت السميع المجيب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

11 ربيع الأوّل 1423 هـ ق

 

 

 

 

 


(1) البحار 8: 352 ـ 353، الباب 27 من أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلّق به، الحديث 2.

389

 

 

 

الفهرس

 

 

 

 

 

391

 

 

 

 

 

فهرس مصادر الكتاب

 

« أ »

 

1 ـ الإلهيات على هدى الكتاب والسنة والعقل: للشيخ جعفر السبحاني بقلم حسن مكّي العاملي، الناشر: المركز العالمي للدراسات الإسلاميّة، الطبعة الثانية تصويراً من طبعة الدار الإسلاميّة في بيروت.

2 ـ أنوار المواهب (فارسي): للشيخ علي أكبر نهاوندي، الناشر: انتشارات مكتبة محمودي.

 

« ب »

 

3 ـ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار: للعلاّمة الشيخ محمّدباقر المجلسي(رحمه الله)، الناشر: دار إحياء التراث العربي، مؤسسة الوفاء، الطبعة الثالثة المصححة التي وقع الفهرس في وسطها (1403 هـ ـ 1983 م)، بيروت ـ لبنان.

4 ـ البرهان في تفسير القرآن: للعلاّمة السيّد هاشم الحسيني البحراني، الناشر: دار الكتب العلميّة قم ـ ايران.

392

5 ـ پيام قرآن (فارسي): لسماحة آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي،الناشر: نسل جوان، الطبعة الثالثة، مطبعة مدرسة الإمام علي بن أبيطالب(عليه السلام)،قم ـ ايران.

 

« ت »

 

6 ـ تفسير القمي: لأبي الحسن علي بن إبراهيم القمي، من أعلام قرني (3 ـ 4 هـ )، صحّحه وعلّق عليه وقدّم له: السيّد طيّب الموسوي الجزائري، الناشر: مكتبة الهدى، النجف ـ العراق.

7 ـ التفسير الكبير للفخر الرازي: للإمام الفخر الرازي، الناشر: دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثالثة، بيروت ـ لبنان.

8 ـ التوحيد: للشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي(قدس سره)، المتوفّى سنة 381 هـ، صحّحه وعلّق عليه المحقّق السيّد هاشم الحسيني الطهراني، تحقيق ونشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، قم ـ ايران.

9 ـ تهذيب الأحكام: لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي(قدس سره)، المتوفّى سنة 460 هـ، الناشر: دار الكتب الإسلاميّة، سنة النشر: 1365 هـ ش طهران ـ ايران.

10 ـ تفسير نمونة (فارسي): لسماحة آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، الناشر: دار الكتب الإسلاميّة، طهران ـ ايران.

11 ـ تاريخ الطبري: لمحمّد بن جرير الطبري، تحقيق محمّد أبي الفضل إبراهيم، الناشر: روائع التراث العربي ـ مصر.

12 ـ تاريخ اليعقوبي: لأحمد بن أبي يعقوب اليعقوبي، طبعة الأعلمي ـ بيروت.

393

13 ـ التشيّع والإسلام (بحث حول الولاية): لسماحة آية الله العظمى الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر(قدس سره) إعداد وتحقيق لجنة التحقيق التابعة للمؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر(قدس سره)، الناشر: مركز الأبحاث والدراسات التخصّصية، الطبعة الاُولى سنة 1423 هـ ق.

14 ـ تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب: للعلاّمة الشيخ محمّد بن رضا القمي المشهدي، الناشر: مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي.

15 ـ تفسير المنار: لمحمّد رشيد رضا، الناشر: دار المعرفة، بيروت ـ لبنان.

 

« خ »

 

16 ـ الخصال: للشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابوية القمي(قدس سره)، المتوفّى سنة 381 هـ، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، سنة النشر: 1403 هـ ق، قم ـ ايران.

 

« د »

 

17 ـ ديوان پروين اعتصامي (فارسي): للشاعرة الفارسية پروين اعتصامي، الطبعة الثامنة.

18 ـ دفاع عن التشيّع: للسيّد نذير الحسني، الناشر: المؤسسة الإسلاميّة العامّة للتبليغ والإرشاد، الطبعة الاُولى سنة 1421 هـ قم ـ ايران.

394

« س »

 

19 ـ سفينة البحار: للمحدّث الشيخ عبّاس القمي(قدس سره)، الناشر: دار الاُسوة للطباعة والنشر التابعة لمنظّمة الأوقاف والشؤون الخيرية، المطبعة اُسوة، الطبعة الاُولى، تاريخ النشر: 1414 هـ ق.

 

« ش »

 

20 ـ شرح ابن أبي الحديد: لابن أبي الحديد عبد الحميد بن محمّد المعتزلي، تحقيق محمّد أبوالفضل إبراهيم، الناشر: دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثانية 1385 هـ ـ 1965 م.

21 ـ شبهات وردود: للسيّد سامي البدري، الطبعة الرابعة المزيدة، الناشر: دار الفقه للطباعة والنشر.

 

« ص »

 

22 ـ الصحيفة السجاديّة.

 

« ط »

 

23 ـ طبقات ابن سعد: الطبقات الكبرى، محمّد بن سعد الزهيري، الناشر: دار بيروت للطباعة.

395

« ع »

 

24 ـ عيون أخبار الرضا(عليه السلام): للشيخ المحدّث أبي جعفر الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابوية القمي(قدس سره)، المتوّفى سنة 381 هـ، الناشر: دار العالم(جهان).

25 ـ العين: لأبي عبدالرحمن الخليل بن احمد الفراهيدي، الناشر: مؤسسة دار الهجرة، الطبعة الثانية 1409 هـ ق.

 

« ف »

 

26 ـ فلسفتنا: لسماحة الإمام الشهيد السيّد محمّدباقر الصدر(قدس سره)، الطبعة الاُولى سنة 1962 م، منشورات عويدات، بيروت ـ لبنان.

27 ـ فلاح السائل: للسيّد علي بن طاوس الحلّي، الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي، قم ـ ايران.

28 ـ الفتاوى الواضحة: لسماحة آية الله العظمى الإمام الشهيد السيّد محمّدباقر الصدر(قدس سره)، وفي هامشه تعليقات سماحة آية الله العظمى السيّد كاظم الحسيني الحائري«دام ظلّه»، الناشر: دار البشير، الطبعة الاُولى 1423 هـ ق، قم ـ ايران.

 

« ق »

 

29 ـ القرآن الكريم.

396

« ك »

 

30 ـ الكافي: لثقة الإسلام أبي جعفر محمّد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازي، المتوفّى سنة 328 / 329 هـ، الناشر: دار الكتب الإسلاميّة، طهران ـ ايران.

31 ـ كمال الدين: للشيخ المحدّث أبي جعفر الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي(قدس سره)، المتوفّى سنة 381 هـ، الناشر: دار الكتب الإسلاميّة، سنة النشر: 1395 هـ ق قم ـ ايران.

 

« م »

 

32 ـ مباحث الاُصول تقريراً لأبحاث الإمام الشهيد السيّد محمّدباقر الصدر(قدس سره): لسماحة آية الله العظمى السيّد كاظم الحسيني الحائري«دام ظلّه»، الناشر: المولّف نفسه، الطبعة الاُولى 1407 هـ، مطبعة مركز النشر ـ مكتب الإعلام الإسلامي، قم ـ ايران.

33 ـ الميزان في تفسير القرآن: للعلاّمة السيّد محمّد حسين الطباطبائي(قدس سره)، الطبعة الثانية 1393 هـ ـ 1973 م، الناشر: مؤسسة الأعلمي، بيروت ـ لبنان.

34 ـ مرآة العقول في شرح أخبار الرسول: للعلاّمة الشيخ محمّدباقر المجلسي(قدس سره)، المتوفّى سنة 9 ـ 328 هـ، الطبعة الثانية 1404 هـ ق، الناشر: دار الكتب الإسلاميّة، طهران ـ ايران.

35 ـ منتهى الآمال (فارسي): للشيخ عبّاس القمّي(رحمه الله)، الناشر: انتشارات هجرت، المطبعة: صدر، تاريخ النشر: 1409 هـ .

397

36 ـ منشور جاويد (فارسي): لسماحة الشيخ جعفر السبحاني، الناشر: توحيد، قم ـ ايران.

37 ـ معارف قرآن (فارسي): لسماحة الشيخ مصباح اليزدي، الناشر: مؤسسة در راه حقّ، قم ـ ايران.

38 ـ مجمع البيان في تفسير القرآن: لأمين الإسلام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي، من أعلام القرن السادس الهجري، الناشر: مكتبة الحياة، بيروت ـ لبنان.

39 ـ المعجم الوسيط: لمؤتمر القاهرة.

40 ـ مختصر تاريخ ابن عساكر: لابن منظور الإفريقي، طبعة دار الفكر، دمشق ـ سورية.

41 ـ مجمع البحرين: للشيخ فخرالدين الطريحي، المتوفّى سنة 1085 هـ، تحقيق: السيّد احمد الحسيني، الناشر: المكتبة المرتضويّة لإحياء الآثار الجعفريّة.

42 ـ مفاتيح الجنان: للمحدّث الشيخ عبّاس القمّى(قدس سره).

43 ـ من وحي القرآن: للسيّد محمّدحسين فضل الله، الناشر: دار الزهراء، بيروت ـ لبنان.

 

« ن »

 

44 ـ نهج البلاغة.

398

« و »

 

45 ـ وسائل الشيعة: للشيخ محمّد بن الحسن الحر العالمي(قدس سره)، المتوفّى سنة 1104 هـ ق، الناشر: مؤسسة آل البيت، سنة النشر: 1409 هـ ق، قم ـ ايران.

 

« ي »

 

46 ـ ينابيع المودّة لذوي القُربى: لسليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي ( 1220 ـ 1294 هـ )، تحقيق سيّد علي جمال أشرف الحسيني، الناشر: دار الاُسوة.

 

 

* * *